الثلاثاء 30 كانون الأول 2008

برعاية وحضور معالي وزير الاتصالات، المهندس جبران باسيل، عُقد مؤتمر "اتصالات من أجل لبنان ـــ الاستفادة من الاغتراب"، الذي شاركت في تنظيمه "الهيئة المنظمة للاتصالات"، و"بيريتك"، وبرنامج "الشراكة من أجل لبنان"، و"اتحاد منتجي برامج الكمبيوتر التجارية" (PCA).
وقد دُعي إلى المؤتمر كبار مديري صناعة الاتصالات من الجاليات اللبنانية في بلاد الاغتراب، بهدف تبادل المعرفة ورفد بلدهم الأم بآفاق جديدة أكثر تطوراً لهذا القطاع، واستحداث روابط بين المؤسسات الخاصة والعامة المحلية مع نظيرتها في الخارج، والمساعدة في إقامة مشاريع اتصالات استراتيجية، يمكن أن تحفّز النمو وتوفّر التوجيه الملائم لكل من القطاعين العام والخاص.
وقد جرى المؤتمر في بيروت في 29 كانون الأول 2008، في فندق "ميتروبوليتان بالاس". وعُقدت جلسة عامة تناول فيها المتحدثون مواضيع للمناقشة، وتبعتها خمس جلسات على طاولات مستديرة، تطرقت إلى قضايا استراتيجية تتمحور حول:
أ ـــ مساهمة الاغتراب اللبناني في تطوير قطاع الاتصالات: إذ يقطن في بلاد الاغتراب نحو 15 مليون لبناني، حوّلوا إلى بلدهم قرابة 5,5 مليارات دولار سنة 2007، ويعتمد البلد عليهم في المسائل المرتبطة بالتطوير الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.
- كيف يمكن للبنان أن يستفيد من خبرات المغتربين، لخلق بيئة مؤاتية للنمو والتطوير في قطاع الاتصالات؟
- ما هي الإسهامات والتدابير الرئيسية التي يمكن أن يضطلع بها المغتربون لتعزيز تنافسية سوق الاتصالات؟
- ما هي طبيعة المقترحات والتطبيقات العملية؟
- ماذا عن التنفيذ والرقابة؟
ب ـــ تحويل لبنان إلى مجتمع معلوماتي، وإلى مركز إقليمي للاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: مدينة إعلامية، مرافق تكنولوجية، ومناطق مخصصة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات:
تماشياً مع استراتيجية المديين المتوسط والطويل، يمهّد لبنان الطريق أمام اقتصاد قائم على المعرفة، يتميّز بأحدث التكنولوجيات (إتصالات، تكنولوجيا المعلومات، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات...).
- ما هي المتطلبات اللازمة لخلق مدينة للإعلام أو لتكنولوجيا المعلومات؟
- ما هي الموارد والبنية التحتية الضروري توفيرها، لضمان نجاح مثل هذا الهدف؟
- ما هي الدروس المستفادة؟
- ما هي الاحتياجات الإقليمية المحددة؟
ج ـــ الإصلاحات: الخصخصة، التحرير، التنظيم، وإنشاء "ليبان تيليكوم":تدرك الحكومة اللبنانية الحاجة الملحّة لإصلاح قطاع الاتصالات، وقد تعهدت بتطبيق جملة إصلاحات رئيسية (إنشاء "ليبان تيليكوم"، خصخصة شبكتي الهاتف الخلوي المملوكتين للدولة، وتحرير خدمات "الحزمة العريضة")، كما هو مبيّن في الفقرة 56 من البيان الوزاري لسنة 2008.
- ما هي التوصيات اللازمة لضمان نجاح عملية الانتقال الى "ليبان تيليكوم"؟
- ما هي حالات المفاضلة في حال لم تُنشأ "ليبان تيليكوم" في وقت قريب، وهل ينبغي لتنفيذ أحد الإصلاحات أن يكون مرتبطاً بتنفيذ الإصلاحات الأخرى؟
- مع الأخذ في الاعتبار تزايد عبء الدين العام، كيف ينبغي التعامل مع عائدات الخصخصة، لضمان الاستخدام الأمثل؟
- ما هي التدابير اللازمة لتمكين الخزينة اللبنانية من تنفيذ استراتيجية التكيّف المالي؟
د ـــ الأثر الإيجابي في الاقتصاد الوطني: إنتشار خدمات الاتصالات، مراكز تلقّي اتصالات الزبائن (Call Centers)، التطبيقات الإلكترونية، البنية التحتية والخدمات:
يُعدّ تحرير قطاع الاتصالات أمراً أساسياً لنمو الاقتصاد اللبناني وتحفيز قدرته التنافسية، وهو العامل الذي أثبت، في جميع أنحاء العالم، قدرته على جذب الاستثمارات، وأدّى إلى تطوير أحدث الخدمات، وخلق فرص عمل ذات قيمة مضافة عالية.
- هل يمكننا تحديد حجم الفوائد التي تُجنى من هذا التحرير، وما هو تأثيره في الاقتصاد اللبناني؟
- ما هي الأولويات الرئيسية المتعلقة ببرامج الخدمة، التي من شأنها أن تمكّن من التآزر وتعزيز التنمية الاقتصادية، مثل: مراكز تلقّي اتصالات الزبائن، "الحزمة العريضة"، التطبيقات الإلكترونية (الأعمال، التعليم، الصحة، التجارة، الحكومة...)، وخدمة إنترنت الخلوي...؟
- كيف يمكن للبنان استخدام الاتصالات في مجالات التنمية الاجتماعية والثقافية والمناطقية؟
هـ ـــ "الحزمة العريضة": برنامج تحرير قطاع الاتصالات، والمشاريع التجريبية (Pilot Projects)، والتنمية المناطقية المتوازنة:
"الحزمة العريضة" هي موضوع ساخن ينقسم في شأنه المعنيون في قطاع الاتصالات، ويتطلب إجماعاً...!
من أجل التمكّن من التنفيذ الكامل لخدمات "الحزمة العريضة"، وجذب الاستثمارات، وخفض التكاليف، وتبنّي أحدث التكنولوجيات، والحصول على بنية تحتية سليمة، ينبغي توفير الوصول إلى الأشغال العامة وإعداد إطار تنظيمي... وبالتالي، فإن نجاح "الحزمة العريضة" يعتمد على عوامل عديدة.
- ما هي الخيارات التي يمكن اعتمادها بتكلفة منخفضة تمكّن لبنان من الاستفادة استفادةً كاملة من خدمات "الحزمة العريضة"؟
- ماذا عن التسلسل وتوقيت تنفيذ هذه الحزمة؟
- ما هي التدابير التي يجب أن نتبنّاها، لضمان نشر أقل مجموعة ممكنة من الخدمات العالية الجودة بأسعار معقولة في المناطق الريفية والنائية في مختلف أنحاء لبنان؟
وقد مثّل "الهيئة المنظمة للاتصالات" في المؤتمر، رئيس مجلس إدارتها الدكتور كمال شحادة، وعضوا مجلس الإدارة، رئيس وحدة تقنيات الاتصالات الدكتور عماد حبّ الله، ورئيس وحدة السوق والمنافسة السيّد باتريك عيد، الذان شاركا في الحوارات التي دارت بشأن الإصلاحات وخدمات "الحزمة العريضة" (ج وهـ).
بدأت الجلسات عند العاشرة صباحاً، وانتهت عند الخامسة من بعد الظهر، وقد أثمرت كثيراً وكانت ناجحة. وأُعلنت نتائج الحوارات والتوصيات في جلسة ختامية مفتوحة أمام الجمهور ووسائل الاعلام. وافتتح الجلسة معالي الوزير المهندس جبران باسيل، الذي أعلن عن ورقة تضمنت رؤية وزارته للسياسة العامة لقطاع الاتصالات امتداداً حتى عام 2014.
وقد أعقب المناسبة حفل عشاء في قاعة "دبي هول" داخل الفندق، احتفاءً بنجاح الحدث.