وفي الجلسة الخامسة بعنوان "التوصيل البيني بين اتصالات بروتوكول الإنترنت والاتصالات التقليدية (المهاتفة): عالم متباين؟"، قدمت السيدة ناتاليا غلفانوفسكا، رئيسة شعبة الشبكات والنفاذ لدى الهيئة المنظمة للاتصالات في ليتوانيا، ورقة مناقشة بشأن "التعايش بين التوصيل البيني التقليدي والترابط باستعمال بروتوكول الإنترنت".
وأوضحت أن الهيئات المنظمة لا ينبغي أن تنظر إلى مقاربة "عدم التدخل"، بل يجب عليها تحقيق الاستفادة القصوى من التجربة الإيجابية وضمان تحقيق الأهداف التنظيمية من خلال الآتي:
- إقامة تنظيم ترابطيّ أكثر توازياً: من أجل ضمان الترابط حيثما يكون ممكناً وكلما دعت الحاجة إليه؛
- إلتزام الشفافية الموسّعة: لأنها تخفض تكاليف المساومة، وتعمل بوصفها أداة التنظيم الذاتي للسوق؛
- ترابط متين وموثوق: لأن عواقب أي انقطاع أو توقف في وظائف الترابط يمكن أن تكون خطيرة؛
- الالتزام بجودة الخدمة: لأن عدمه قد يوجد أنماطاً جديدة من التمييز بين الخدمات القائمة وتلك المقدّمة من خلال الربط بين المنافسين؛
- فتح منتدى للمداولات: لمناقشة قضايا الانتقال، ولإيجاد مكان تُثار فيه أي مسألة أخرى ذات صلة.
وبناء لطلب مدير الجلسة، المدير العام لهيئة تنظيم الاتصالات في البحرين، السيد آلان هورن، فُتح باب النقاش أمام المشاركين. ويمكن إيجاز جو المناقشة على النحو الآتي:
- إعتماد 3 مبادئ تنظيمية رئيسية يمكن أن تعزز الاستثمارات في شبكات الجيل التالي: الحياد والشفافية والمعاملة غير التمييزية في بيئة شبكات الجيل التالي.
- تنفيذ بعض العناصر الأساسية لضمان وجود إطار عمل مناسب لشبكات الجيل التالي، من قبيل وضع معايير مناسبة لمراقبة جودة الخدمة، وأمن شبكات الجيل الجديد، والتفاعل مع مزوّدي المحتوى في هذا المناخ.
- ضمان أكبر قدر ممكن من الفعالية والكفاءة في نماذج الترابط، من أجل السماح للمستخدمين بالاستفادة من شبكات الجيل التالي.
ثم تحدث السيد هيروهيسا فوريوشي، مدير شعبة التعريفات في دائرة أعمال الاتصالات التابع لمكتب الاتصالات التابع بدوره لوزارة الشؤون الداخلية والاتصالات (MIC) في اليابان، وعرض خبرة بلاده في مجال تطبيق الترابط عبر بورتوكول الإنترنت.
وقال إن قواعد الترابط التي وضعتها الهيئة المنظمة أسهمت بوضوح في الانتشار السريع لخدمات "الحزمة العريضة" في اليابان. واستجابة لجو المنافسة، سرعان ما بدأت الشركة المهيمنة في السوق نشر خدمات شبكات الجيل التالي مع قدرة النفاذ عبر خدمات الألياف الضوئية. أما التحديات الرئيسية التي يواجهها تطبيق الترابط عبر بورتوكول الإنترنت، فهي كما شرحها فوريوشي:
- تحديد تكاليف الترابط في شبكات الجيل التالي (تقاسم شبكة بروتوكول الإنترنت ورصف شبكة من المرافق).
- تنفيذ نظام محاسبي محدد لترابط شبكات الجيل التالي، الذي يختلف عن النظم المحاسبية لأنماط الترابط التقليدية.
- إحتساب تكلفة الترابط لكل مشغّل.
- تحديد مستوى جودة الخدمة.
- معالجة المشكلات المتصلة بنقاط الترابط.
ختاماً، إن للهيئات المنظمة دوراً حاسماً في تعزيز المنافسة وتشجيع الاستثمارات في شبكات الجيل التالي. والهدف النهائي للمنظمين هو أن تتلاقى المصالح المتباينة. كما يجب اتخاذ التدابير التنظيمية لضمان التوازن بين احتياجات المستهلكين للخدمات ذات النوعية الجيدة، وأهداف الدولة لاستحداث الوظائف وضمان حصول خزينتها العامة على عائدات معينة.