شهدت بيروت انطلاق فعاليات "الندوة العالمية التاسعة لمنظّمي الاتصالات" (GSR) و"المنتدى العالمي الثاني لقادة الصناعة" (GILF)، في فندق "الحبتور"، برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ممثلاً بالوزير المهندس جبران باسيل. وقد حقق لبنان رقماً قياسياً على مستوى المشاركة باستضافته نحو 648 شخصاً من 89 بلدان، على ما يؤكد "الاتحاد الدولي للاتصالات"، ومن بينهم وزراء ونواب ومنظّمي اتصالات وصانعي سياسات ومقدّمي خدمات.

رئيس "الهيئة المنظمة للاتصالات" في لبنان، الدكتور كمال شحادة، وهو أيضاً رئيس "الندوة العالمية لمنظّمي الاتصالات" في دورتها التاسعة، شكر كل من جعل إقامة هذا الحدث في لبنان أمراً ممكناً، وأثنى على جهود المشاركين لإبداء التزامهم تجاه المجتمع العالمي لمنظمي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومقدّمي الخدمات، وكوادر الاتصالات الوطنية والدولية، إضافةً إلى المهنيين المحترفين.

كما قال الدكتور شحادة إن الهيئة، في سياقِ جُهودها لتحريرِ الاتصالات، دأبتِ، خلالَ العامينِ الماضيين، على تهيئةِ الظروفِ الملائمةِ للبنانَ ليُحقّقَ قفزةً نوعيةً ويستعيدَ مكانتَهُ التي كانت رائدةً في مجالِ الاتصالات"، مشيراً إلى أنه "على الرغمِ مِنَ الظُروفِ السياسية، أحرزتِ الهيئةُ تقدماً كبيراً خلالَ فترةٍ زمنيةٍ قصيرةٍ جداً".

وأعلن استعداد الهيئة الآنَ "للمُضيِّ قُدُماً سنةَ 2010 في تحريرِ الاتصالاتِ الخلويةِ والدولية، ومعالجةِ بقيّةِ الاختناقاتِ التي تُصيبُ خِدماتِ "الحُزمةِ العريضة"، إن على صعيدِ الشبكةِ الوطنيةِ أوِ المناطقيةِ أوِ الدولية".

وأكّد أيضاً أن "التنظيمُ يرتكِزُ على أساسِ القيمِ العالميةِ للعدالةِ والإنصافِ والمساواةِ والشفافيةِ وعدمِ التمييز. هذهِ القيمُ التي قد صيغت في قوانينِ الكثيرِ مِنَ البلدان. وفي ضوءِ هذهِ المبادئِ الثابتة، يُبنى التنظيمُ أيضاً على أساسِ المفاهيمِ المتطورةِ للخدمةِ الشاملة، وحقِّ الوصولِ إلى خِدماتِ الاتصالات، وهي مفاهيمٌ تتطورُ باستمرار، نتيجةً لعواملَ تكنولوجية وسياسية، كما أنها تتطورُ نتيجةً للأزمات".

أضاف "علينا اليومَ أن نأخُذَ في الاعتبارِ ليسَ فقط التحدّيَ الذي تفرِضُهُ الأزمةُ الماليةُ والاقتصاديةُ العالميةُ الراهنة، بل يتعيَّنُ علينا كذلكَ أن ندخُلَ في حساباتِنا الفرصَ المتوافرةَ اليوم، والتي يُتيحُها التنظيمُ الأفضلُ والسياساتُ المواكبةُ للتطوّر".

وبعد الافتتاح، بدأت فعاليات "المنتدى العالمي لقادة الصناعة"، وتوزعت على 3 جلسات، عززت حيوية المناقشات بين المنظمين وقادة الصناعة بشأن جملة موضوعات هي غاية في الأهمية:

• تأثير الأزمة المالية في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات: شدد قادة الصناعة على أهمية وجود تنظيم متّسق في أسواق جميع المناطق، وعلى أهمية إطلاق حيّز منسّق للتردّدات اللاسلكية، لأن تأخير توزيع الحيّز سيكون له أثر سلبي في تنمية خدمات "الحزمة العريضة"، وبالتالي في حفز النمو الاقتصادي.
  
  
• السياسات العالمية العامة للوصول في القرن الواحد والعشرين: أكد المتحدثون ضرورة إعادة النظر في الوصول الدولي، كما أكدوا أن نجاح مثل هذه السياسات هو نتيجة لمبادرات السلطات المحلية والموقف الإيجابي للشاغل، كما هو الحال بالنسبة لفرنسا.
  
  
• بروتوكول الإنترنت وتقارب الاتصالات: تبادل المتحدثون خبراتهم في تقارب الاتصالات، مثل استثمار "فيريزون" بكثافة في مجال الألياف، بالإضافة إلى شبكتها اللاسلكية، وتقديمها إلى عملائها خدمات تقارب حقيقية (ثلاثة أضعاف وأربعة أضعاف الخدمات على شبكاتها الثابتة واللاسلكية).

بموازاة ذلك، عقدت اتحادات الهيئات المنظمة للاتصالات اجتماعات لتبادل خبراتها، وأبرزها "فراتل"، "أراغنيت"، واترا"، "إياكو"، "آرتك" و"ريغيولاتل". حيث قدمت كل مجموعة هيكلها وأهدافها ونشاطاتها الرئيسية المتعلقة بالهيئات المنظمة الأعضاء فيها، إضافةً إلى تسليط الضوء على منافع وجود مجموعات من هذا النوع.

وسوف تستأنف "الندوة العالمية التاسعة لمنظّمي الاتصالات" نشاطها، في جلسة تقرير، حيث يتشارك رئيس الندوة (الدكتور شحادة) ورئيس "المنتدى العالمي الثاني لقادة الصناعة" (سعد البرّاك) مع المشاركين نتائج جلسات اليوم الأول: خلاصة لقاءات قادة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتقرير الاتحادات الإقليمية للهيئات المنظمة للاتصالات.

للإطلاع على كلمة الدكتور شحاده، اضغط على اللغة المفضلة:

الإنجليزية    العربية