الصفحة الرئيسية    أرسل هذه الصفحة    عربي  |  English         
إكتشف المزيد > عن حماية الأطفال > 'حماية الأطفال في الفضاء السيبراني'
[ إطبع ] [    أرسل ] T | T
'حماية الأطفال في الفضاء السيبراني'
17 أيار اليوم العالمي للإتصالات
"حماية الأطفال في الفضاء السيبراني" من المواضيع الأكثر إلحاحاً في مجال الإتصالات


شهد القرن الماضي ثورة المعلومات والاتصالات، وخصوصاً الانترنت التي اعتبرت أبرز وسيلة اتصال وتواصل ربطت العالم أجمع، وخلّفت إيجابيات عدة على صعيد المعرفة والثقافة وتسريع تصريف الاعمال من بُعد وتسهيل أمور مختلفة، لكن في الوقت عينه كان لها سلبيات كثيرة جرّاء سوء استخدامها من بعض الأفراد الذين انعكست الأضرار عليهم مباشرة. ومن بين الأشخاص الذين يمكن ان يكون تأثير سوء استخدام الانترنت عليهم أشد وقعاً هم الأطفال، حيث يتم استغلالهم واستدراجهم لتحقيق غايات دنيئة. ونظراً الى ما يستحوذه هذا الموضوع تحديداً من اهتمام دولي وعالمي، اختار الاتحاد الدولي للاتصالات ITU موضوع "حماية الاطفال في الفضاء السيبراني" كي يكون موضوع الاحتفال باليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات لسنة 2009.

ما هو الاتحاد الدولي للإتصالات؟

في ظل التطورات التكنولوجية والسياسات الوطنية والدولية، كانت هناك حاجة إلى منظمة تصون حق الفرد الأساسي في الاتصال، ومثّل الاتحاد الدولي للاتصالات تلك المنظمة، وهو يضم 191 دولة عضواً وأكثر من 700 عضو من أعضاء القطاعات، وهو يركز جل اهتمامه على المساءلة والشفافية، ويعمل على تمكين كل الناس في أنحاء العالم من التواصل بوسائل تتسم بالكفاءة والأمان والتكلفة المعقولة وسهولة الاستعمال، بغية تقاسم المعارف وتطوير الأدوات وبناء الشبكات والمحافظة عليها. التحديات أمامنا جسيمة. وان كان تعاظم دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يبشر بالخير، فإنه قد ينطوي على بعض الشرور. فالفتوحات في عالم الاتصالات لا تعود بالغنائم فحسب، وإنما تأتي مصحوبة باخطار جديدة. وتبرز اليوم أكثر من أي وقت مضى الحاجة إلى اتفاقات التعاون العالمية، لكن مجرد سرعة التطور تزيد الأمر صعوبة وتعقيداً. وهذا يعني أن العمل الشاق ليس مجدياً ان لم يقترن بالذكاء، لذا وجب عقد شراكات فعالة وجعل كفاءة عمل الفريق محور الاهتمام والبحث عن أساليب لتحقيق الكثير بتسخير القليل. ويسعى الاتحاد في السنوات المقبلة الى السير في الطليعة في مجالات عدة، منها ضمان الأمن في الفضاء السيبراني، وكفاءة استعمال طيف التردد الراديوي والمدارات الساتلية، والنهوض بالاستراتيجيات والسياسات الملائمة، وتشجيع تنمية البنى التحتية لسد الفجوة الرقمية، واستعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للحد من تغير المناخ. والاتحاد هو المحطة الأولى والأخيرة في مسيرة وضع معايير عملية لتوفير الاتصالات العالمية للجميع، بمن فيهم المعوقون والمحرومون. ولتحقيق كل ذلك، ينبغي التخصص في فن التواصل الى جانب الخبرة في مجال الاتصالات.

اليوم العالمي للاتصالات

يوافق 17 أيار ذكرى توقيع الاتفاق الدولي الاول للبرق عام 1865، وتأسيس الاتحاد الدولي للاتصالات. وعام 1973، اعترف بهذه المناسبة باعتبارها اليوم العالمي للاتصالات. وبعد القمة العالمية لمجتمع المعلومات عام 2005، ومؤتمر المندوبين المفوضين عام 2006 جرى تحديد 17 أيار يوماً عالمياً للاتصالات ومجتمع المعلومات. وينصبّ اهتمام الاتحاد الدولي للاتصالات، باعتباره وكالة الامم المتحدة الرائدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، على ابراز دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الحد من الفقر وخلق الفرص اللازمة للتنمية الطويلة الامد والمستدامة، ولاسيما في قطاعات المجتمع الأكثر ضعفاً. وهو يختار في كل عام موضوعاً اجتماعياً كي يعالجه، وهذه السنة اعتمد موضوع "حماية الاطفال في الفضاء السيبراني Protecting Children in Cyberplace" كي يكون موضوع الاحتفال باليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات. وتتماشى مبادرة الاتحاد لحماية الاطفال على الخط online ورسالة الاتحاد الرامية الى وضع أسس عالم سيبراني آمن للاجيال القادمة. والحاجة الى هذه المبادرة أكثر الحاحاً اليوم من الماضي، فمنذ عقد من الزمن كان عدد مستخدمي الانترنت لا يكاد يتجاوز 182 مليون شخص على مستوى العالم، معظمهم يعيشون في العالم المتقدم. وفي مطلع 2009، تجاوز عدد مستعملي الإنترنت في العالم 1,5 مليار شخص، بينما تمكن أكثر من 400 مليون منهم من النفاذ إلى النطاق العريض. وأصبح الإنترنت مورداً عاماً متنامياً مع وجود أكثر من 600 مليون مستعمل في آسيا و130 مليوناً في أميركا اللاتينية والكاريـبي و50 مليوناً في افريقيا. ومن شأن ذلك ان يزيد من الأخطار على الخط، ولاسيما بالنسبة إلى الأطفال. وأوضحت الاستقصاءات الأخيرة أن ما يزيد على 60 في المئة من الأطفال والمراهقين يتكلمون في غرف التحادث يومياً، وأن ثلاثة أطفال من كل أربعة على استعداد للإدلاء بمعلومات شخصية عن أنفسهم وأسرهم في مقابل سلع وخدمات، وأن طفلاً من كل خمسة أطفال يتعرض لمحاولات دنيئة من أشخاص ذوي ميول عدوانية أو أشخاص تحرّكهم شهوات غير طبيعية. وعرضت مبادرة حماية الأطفال على الخط التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من برنامج الأمن السيبراني العالمي للاتحاد على الشطر الرفيع المستوى للمجلس في عام 2008، حيث أيدها رؤساء الدول والوزراء ورؤساء المنظمات الدولية من مختلف أنحاء العالم. ويرمي موضوع هذه السنة لليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات إلى ضمان نفاذ الأطفال إلى الإنترنت ومواردها القيمة دون الخوف من الوقوع في براثن أشخاص عديمي الضمير في الفضاء السيبراني.

خطة العمل

يدعو الاتحاد العالمي للاتصالات من خلال اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات لهذه السنة، جميع أصحاب المصالح (واضعي السياسات، ومنظمي الاتصالات والمشغلين ودوائر الصناعة) إلى إذكاء الوعي بضرورة اعتماد سياسات واستراتيجيات من شأنها حماية الأطفال في الفضاء السيبراني وتشجيع نفاذهم الآمن إلى الموارد على الخط. وهذه الخطوة لا تستهدف فقط بناء مجتمع معلومات أكثر شمولاً، لكنها ستمكن أيضاً الدول الأعضاء من الوفاء بالتزاماتها إزاء حماية الأطفال وكفالة حقوقهم بموجب اتفاق الأمم المتحدة في 2 أيلول 1990 بشأن حقوق الطفل الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب القرار 44/25 في 20 نوفمبر 1989. ويدعو الاتحاد إلى النظر في تنظيم برامج في كل البلدان احتفالاً باليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات لسنة 2009، مع التركيز على موضوع حماية الأطفال على الخط. ومن المفيد إشراك جميع فئات المجتمع في صوغ الوعي والتوافق العام بصدد القضايا التي ينطوي عليها هذا الموضوع.

ولكي تتسنى معالجة المسائل المتعلقة بحماية الأطفال في الفضاء السيبراني، يدعو الاتحاد الدولي الأعضاء إلى اتخاذ تدابير عدة، منها بناء الوعي العام بالمسائل المتعلقة بحماية الأطفال في الفضاء السيبراني، والتعرف الى السياسات وأفضل الممارسات والأدوات والموارد من أجل استعمالها، وتشجيع الدول الأعضاء وأعضاء القطاعات في الاتحاد على المشاركة الفاعلة في أحداث الاتحاد من أجل تعزيز الأمن السيبراني وحماية الأطفال في الفضاء السيبراني، وحيثما أمكن توفير الخبرات والموارد من أجل تقاسم هذه الخبرات وأفضل الممارسات بغية دمج الأمن السيبراني في صميم سياساتها العامة ولوائحها التنظيمية وقوانينها، ودعم العمل المستمر الهادف إلى وضع خطوط توجيهية بشأن حماية الأطفال على الخط لواضعي السياسات ومنظمي الاتصالات، وعلى المشاركة في أنشطة الاتحاد، ولاسيما دعم برنامج الأمن السيبراني العالمي للاتحاد ومبادرة حماية الأطفال على الخط، وتحديد الأخطار ومكامن الضعف بالنسبة إلى الأطفال في الفضاء السيبراني نظراً الى تنامي الإنترنت وغيرها من الموارد على الخط، ويدعوهم الى الدخول في شراكات مع الاتحاد، وتقاسم الخبرات، والمساهمة في الخبرات والموارد لاستحداث أدوات عملية للمساعدة على الحد من الأخطار التي تواجه الأطفال إلى أقل درجة ممكنة، وبناء مستودعات للموارد من أجل الاستخدام المشترك، كما يحثهم على تشاطر المعرفة والخبرة، وتسهيل الشراكات الاستراتيجية الدولية لتحديد مبادرات ملموسة وتنفيذها من أجل حماية الأطفال على الخط، وتعزيز بناء القدرات بغية دعم الاستجابة العالمية حماية الأطفال عند ولوجهم الفضاء السيبراني.

دور لبنان في اليوم العالمي للاتصالات

بصفتها عضواً في الاتحاد الدولي للاتصالات، تبنّت الهيئة المنظمة للاتصالات TRA، التي تتولى مسألة تنظيم قطاع الاتصالات في لبنان بموجب قانون الاتصالات رقم 431/ 2002، موضوع "حماية الاطفال في الفضاء السيبراني" كي يكون موضوع الاحتفال الذي ستقيمه في المبنى الخاص بها يوم 17 أيار الجاري، حيث ستدعو اليه كل الجمعيات غير الحكومية NGOs المتخصصة بشؤون حماية الاطفال والتوعية الاجتماعية، بغية توعية الأهل بشأن استخدام أولادهم المضرّ في بعض الأحيان لشبكة الانترنت. وتقوم الهيئة بالتعاون مع مزودي خدمات الانترنت على تقديم خدمة حماية يمكن الأهل تحميلها على الكومبيوتر الخاص بهم الذي يتلقون عليه خدمة الانترنت، كي يوقفوا من خلالها دخول أولادهم الى برامج معينة لا يريدونهم ان يدخلوها لحمايتهم من الأخطار التي قد تنجم عن ذلك. وستتابع "النهار" هذا الحدث وستعرض لاحقاً كل التفاصيل المتعلقة به.

Source: Layal Kiwan, Annahar Online, Computer and Internet, May 10th, 2009

 
تابعونا على
     
 
 
2008 TRA. جميع الحقوق محفوظة.