تأسيس شبكة أوروـ متوسطية لمنظـّمي القطاع تتجلـّى أهميتها بدعم جهود تحرير الإتصالات في دول المتوسط
الاثنين 14 تموز 2008
بيروت - الأحد 6 تموز 2008 – أعلن رئيس "الهيئة المنظمة للاتصالات" (TRA) ومديرها التنفيذي الدكتور كمال شحادة، توصّل مجموعة من منظمي سوق الاتصالات في الدول الأوروـ متوسطية إلى إنشاء شبكة مشتركة غير رسمية تهدف إلى تعزيز التعاون التنظيمي بين الهيئات الأوروـ متوسطية المنظمة لقطاع الاتصالات في المنطقة.
وأوضح الدكتور شحادة أن اجتماعات عقدت في مالطا قبل بضعة أيام، وشارك فيها لبنان ممثلاً بـ"الهيئة المنظمة للاتصالات"، خلصت إلى الإعلان عن إنشاء هذه الشبكة، التي "تكمن أهميتها في أنها ستفعّل التعاون والتنسيق بين الهيئات العربية والأوروبية المنظمة لقطاع الاتصالات، وفي دعمها مسيرة تحرير خدمات هذا القطاع في جميع دول حوض المتوسط".
ولفت إلى أن لائحة المشاركين ضمّت أيضاً نائبي وزيري الاتصالات في سوريا وفلسطين، وممثلي الهيئات المنظمة في المغرب ومصر وتونس والأردن وتركيا، إلى جانب مشاركة مدير الاتصالات وتقنيات المعلومات في المفوضية الأوروبية، والهيئات المنظمة في كل من النمسا وسويسرا وأسبانيا وفرنسا واليونان وإيطاليا وسلوفينيا، إضافة إلى مالطا التي ترأست الاجتماع.
وأورد البيان الختامي للمجتمعين أنه "انطلاقاً من مثل ومبادئ التعاون الأوروـ متوسطي المنصوص عنها في "إعلان برشلونة"، كما جرى تفصيلها في المؤتمر الوزاري الأوروـ متوسطي الثاني حول مجتمع المعلومات، ضافرت الهيئات المنظمة للاتصالات الإلكترونية في المنطقة الأوروـ متوسطية جهودها لتعزيز تعاونها وإقامة شبكة تهدف إلى تسهيل تبادل الخبرات وتنظيم حسن الجوار والتعاون، وأطلقت عليها إسم "الشبكة الأوروـ متوسطية للمنظمين" (EMERG)". وأوضح البيان أن "الغاية من الشبكة تسهيل برنامج نشاطات طموح يشمل: التحليل المشترك للتقدّم والتطور في الأسواق وأطر العمل التنظيمية على مستوى المنطقة (القياس)، تعزيز المقاربة المنسّقة بخصوص النهج التنظيمي والاتساق مع مبادئ إطار العمل في الإتحاد الأوروبي، بذل جهود مشتركة على الصعيد الإقليمي في نقل المعرفة وتبادل المعلومات، تلازماً مع رؤيا جوهرها التوصل إلى شعور مساري مشترك، والمساعدة والتعاون الثنائيين".
وأشار البيان إلى أن الهيئات المنظمة للاتصالات الإلكترونية في منطقة المتوسط، وكلٌ من الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي والبلدان المجاورة المتوسطية المجاورة المطلة على البحر الأبيض المتوسط، ترى أنها تواجه العديد من التحديات والفرص المتشابهة، في سياق جهودها الرامية إلى تعزيز المنافسة في هذه الأسواق ووضع ميدان متكافئ للمشاريع. كما أنها تتقاسم أهدافاً مشتركة في السعي إلى اعتماد التدابير التنظيمية التي تهدف إلى: إنشاء سوق مستدامة للاتصالات الإلكترونية لصالح المستهلكين والمؤسسات؛ وردم الهوّة الرقمية، بما يجعل منافع مجتمع المعلومات متاحة للجميع، وخاصة عن طريق توفير الخدمة الشاملة.
غير أن ثمة اختلافات موجودة بين هذه الدول على مستوى بُنى الأسواق في جميع أنحاء المنطقة، والخصوصيات الوطنية والتباين في المقاربات التنظيمية. كما تقر الهيئات المنظمة للاتصالات الإلكترونية بأن المطلوب في سوق الاتصالات الإلكترونية هو قدر أكبر من الاتساق في مبادئ أطر العمل التنظيمية.
وبحسب البيان، سيسهم اتساقٌ من هذا النوع في تهيئة أرضية عمل الأسواق في المنطقة بأسرها، وسيعزز القدرة التنظيمية على التنبؤ، إضافة إلى تعزيز الفعالية الاقتصادية والاستثمار. وسوف يخدم هذا الأمر جهود الإنماء الوطنية لكل دولة، بما يمكن أن يكبـّر الآثار الإيجابية الاقتصادية ـ الاجتماعية للاتصالات الإلكترونية في هذه الدول، لا سيما في تلك البلدان التي لا تزال في مرحلة الدول النامية/الناشئة. وإن تعاون حسن الجوار هو وسيلة منطقية وفعّالة لتيسير تحقيق هذه الأهداف.
ومن خلال عملية برشلونة و"سياسة الجوار الأوروبية"، شرعت حكومات البلدان المشاركة واللجنة الأوروبية في مسار للتقريب والتعاون الوثيق، والذي ينبغي أن يتخذ أولوية قصوى في عمل الهيئات المنظمة للاتصالات الإلكترونية في المنطقة، بالنظر إلى علاقات حسن الجوار والمصالح المشتركة المتعلقة بالأمن والرخاء.
ومن أجل الإصلاح والاتساق، كان التعاون بين الدول غير الأعضاء في المنظومة الأوروـ متوسطية قد بدأ منذ عام 2001 عن طريق مشروعي "المقاربة الجديدة لسياسة الاتصالات" الأول والثاني (NATP-I, NATP-II) الممولين من المفوضية الأوروبية. وقد حددت هذه الجهود منافع واضحة للتعاون بين الهيئات المنظمة للاتصالات في الدول غير الأعضاء في المنظومة الأوروـ متوسطية.
وبالنظر إلى انتهاء مدة مشروع "المقاربة الجديدة لسياسة الاتصالات" الثاني (NATP-II) في عام 2008، أنشأت مجموعة من منظمي سوق الاتصالات في الدول الأوروـ متوسطية الشبكة الجديدة التي تهدف إلى تعزيز التعاون التنظيمي الأوروـ متوسطي.
وأكد البيان الختامي ضرورة أن تكون المشاركة في نشاطات هذه الشبكة مفتوحة أمام جميع الهيئات المنظمة التي تشكل جزءاً من عملية برشلونة و/أو التي تكون من الأعضاء أو المراقبين في "المجموعة الأوروبية للمنظمين" (ERG). وسيسهل إنشاء الشبكة إيّاها التعاون الوثيق مع "المجموعة الأوروبية للمنظمين" كلها، وهي تعوّل على استمرار مشاركة الدول الأعضاء في "المجموعة الأوروبية" في التعاون عبر منطقة المتوسط.
وأعرب المنظمون عن" تقديرهم لالتزام المفوضية الأوروبية تطوير قطاع الاتصالات في المنطقة. وهم مستعدون لتأمين الموارد اللازمة لإنشاء الشبكة وإدارتها، على أساس طوعي. وهم أيضاً واثقون من دعم المفوضية الأوروبية المتواصل لهذه المبادرة، ومن بذلها أفضل الجهود للمشاركة في تمويل الشبكة والنشاطات التنظيمية المرتبطه بها".