الصفحة الرئيسية    أرسل هذه الصفحة    عربي  |  English         
[ إطبع ] [    أرسل ] T | T
الهاتف الخلوي
تتميّز سوق الهاتف الخلوي في لبنان بعدد من الخصائص، التي تشير إلى إمكانات مستقبلية كبيرة بالنسبة للمستثمرين. ذلك أن معدّل الاختراق البالغ 35 في المئة سنة 2007 لا يزال منخفضاً نسبياً حتى الآن، بالمقارنة مع بلدان أخرى في المنطقة، فيما يشكل التنوّع السكاني والنسبة العالية من الشباب في المجتمع قيمة مضافة أخرى.

وسوف يشكل الطلب الكامن على الاتصالات الخلوية واحداً من العوامل الرئيسية الدافعة لنمو هذه السوق مستقبلاً. ومن المحفـّزات الرئيسية الأخرى، التزام الحكومة إرساء سياسات مبتكرة وسبّـاقة، وحضور "الهيئة المنظمة للاتصالات" منظــّماً داعماً مستقلاً. فكلما اشتدّت المنافسة بين المشغّلين، من المتوقع أن تنخفض تكاليف الخدمات بالنسبة إلى المستهلك النهائي، الأمر الذي يعتبر عاملاً مشجّعاً إضافياً لنمو السوق.

وتشير خصائص الخلوي في السوق اللبنانية إلى إمكانات كبيرة طويلة الأمد، تشمل استخداماً عالياً بمتوسط 399 دقيقة شهرياً، مقارنةً مع 142 دقيقة في الأردن و125 دقيقة في مصر. وكون هذا الحجم لا يزال مستقراً، على الرغم من الزيادة الأخيرة في معدل الاختراق، يُعتبر ذلك حقيقةً تنطوي على مؤشر مثير للاهتمام بالنسبة إلى المستثمرين المحتملين.

في عام 2008، كان متوسط الإيرادات شهرياً في لبنان أعلى بكثير لدى مقارنته بدول المنطقة، ببلوغه 76 دولاراً شهرياً مقابل 18 دولاراً في الأردن و12 دولاراً في مصر. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الإنفاق الاستهلاكي على خدمات الهاتف الخلوي أعلى دوماً مما هو عليه في بلدان أخرى، إذ يمثّل 7,6 في المئة من مجمل الناتج المحلي للفرد 1 مقارنة مع 4,1 في المئة في الأردن 2 و 2,5 في المئة في مصر 3.

ولغاية اليوم، لم تكن عروض الخدمات مصمّمة للمستهلك النهائي على النحو المتوافرة فيه داخل الأسواق الأخرى، حيث لم تـُُطوَّر بعد في لبنان تجزئةٌ سليمة للسوق، كما لا تتوافر فيه خدمات خلوي فريدة من نوعها. وهذا ما يفسر وجود فرص متعددة للمشغّلين الجدد في التعامل مع المشتركين الحاليين، وجذب المزيد من العملاء، وتوسيع مروحة الاستعمال.

وبوجود قطاع خاص قوي، واقتصاد قائم على الخدمات، والعدد الكبير من العاملين المتعدّدي اللغات وذوي المستوى التعليمي العالي، يوفّر لبنان قاعدة مستهلكين جذّابة لمشغّلي الهاتف الخلوي. وعلاوة على ذلك، فاللبنانيون هم من أكثر مستهلكي التكنولوجيا والاتصالات في المنطقة.

ويُعزى ذلك جزئياً إلى الارتباط الواسع النطاق مع المغتربين اللبنانيين، والمقدّر عددهم بنحو 10 ملايين نسمة، بما يوفر إمكانية البقاء على علم بأحدث الاتجاهات التكنولوجية في مختلف أرجاء العالم. وبما أن العديد من اللبنانيين المغتربين يزورون لبنان بانتظام، وباعتبار لبنان أحد مراكز السياحة الرئيسية على مستوى منطقة الشرق الأوسط (1,3 مليون سائح سنة 2008)، فإن البلد يوفّر فرصة فريدة ومربحة جداً لخدمة التجوال الدولي بالنسبة إلى مشغّلي الهاتف الخلوي.

واستناداً إلى دراسة السوق والمسح الميداني، تمكّنت الهيئة المنظمة من تحديد الأثر المتوقع لتحرير سوق الخلوي في التعرفات ومعدّل الاختراق. وفي حال خصخصة شبكتي الخلوي الحاليتين عام 2010 وترخيص الشبكة الثالثة (إتصالات لبنان) عام 2011، تتوقع الهيئة أن تلامس نسبة الاختراق 60 في المئة في السنوات الأربع التي تعقب عملية التحرير، أي ما يعادل 2,66 مليوني مشترك تقريباً بحلول عام 2014.

أما على صعيد الأسعار، فإن دخول شبكة خلوي ثالثة إلى السوق سيؤدي إلى انخفاض التعرفة حتماً. وتتوقّع الهيئة انخفاض أسعار خدمات شبكتي الخلوي الحاليتين بنسبة تقارب 30 في المئة في البداية. وعلى المدى الطويل، يُتوقع ان تنخفض الأسعار بنسبة 5 في المئة سنوياً. ومن المتوقّع، أيضاً، أن يقابل انخفاض معدل أسعار الاتصال، ارتفاع لمعدّل استخدام المشتركين الحاليين من جهة، وتزايد عدد المشتركين بشكل عام، من جهة ثانية.

1 "صندوق النقد الدولي"
2 "مجموعة الاستشاريين العرب"، "الهيئة المنظّمة للاتصالات"
3"مجموعة الاستشاريين العرب"، "الهيئة المنظّمة للاتصالات"

 
تابعونا على
     
 
 
2008 TRA. جميع الحقوق محفوظة.