ندوة المنظمين ومنتدى القادة.. محطة تأمّل وانطلاق مع صدور العدد الجديد من نشرتنا الإخبارية الفصلية، نودّع معكم عاماً أفل ونستهلّ عاماً جديداً يحدونا الأمل بأن يحمل كل الخير لبلدنا الحبيب، وأن يشكل بداية مرحلة جديدة من الازدهار والنمو والرفاه بعد أعوام من الغموض واللاإستقرار.
لقد خصصنا هذا العدد ليكون محطة تأمّل لحدث كبير شهده لبنان أواخر العام المنصرم، ونجاح باهر استطاع أن يحقّقه في مجتمع الاتصالات العالمي، عندما استضاف، بمشاركة قياسية، في تشرين الثاني الماضي، فعاليات "الندوة العالمية التاسعة لمنظِّمي الاتصالات" (GSR) و"المنتدى العالميِّ الثاني لقادة الصناعة" (GILF).
بدايةً، ندين بالشكر لأولئك الذين جعلوا هذا الحدث المهمّ أمراً ممكناً، لا سيما "الاتحاد الدوليِّ للاتصالات" بوصفه نموذجاً حيّاً للعلاقة المثمرة والمنفعة المتبادلة بين القطاعين العامِّ والخاص، ونموذجاً للتكيّف الذكي، منذ عزم على استيعاب الهيئات المنظمة المستقلة كشركاء رئيسيين في تشكيل مستقبل الاتصالات.
ولا يفوتني أن أُقدّر عالياً جهود جميع زملائي في "الهيئة المنظمة للاتصالات"، الذين لم يدّخروا جهداً في التحضير لهذا الحدث العالمي وإنجاحه. وأغتنم الفرصة كي أجدّد شكري لفريق العمل الموهوب والمهنيّ، والذي يسرّني العمل معه.
شكّل هذا المؤتمر فرصةً تفاعل بين المنظمين، الذين عملواً معاً بشكلٍ وثيق وتبادلوا خبراتهم، في محاولة لاستنباط حلول مبتكرة وخلق فرصٍ جديدةٍ للنموّ وانتشار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وما التوصيات التي خلص إليها إلا دليلٌ حسّيٌ على الإنتاجية العالية التي تميّزت بها جلساته، التي تطرّقت إلى تأثير الأزمة المالية في استثمارات قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتحدّي المتمثل في توفير التواصل الدوليّ في القرن الواحد والعشرين، وتقارب التكنولوجيا والخدمات، والتحدّيات التي تشخص أمام الهيئات المنظّمة وحماية المستهلكين، وما إلى ذلك من قضايا الحاضر والمستقبل.
غير أن لحظة اختتام المؤتمر بصدور توصياته ليست إلا بداية لمرحلة جديدة من التحدّيات المشتركة التي تواجه مجتمع الاتصالات والتعاون القائم بين الهيئات المنظمة وأعضاء القطاع الخاص في "الاتحاد الدوليّ للاتصالات". بالنسبة إلينا في لبنان، عكفت "الهيئة المنظمة للاتصالات" على تهيئة الظروف الملائمة لتحقيق قفزة نوعية ليستعيد البلد مكانته بوصفه رائداً في مجال الاتصالات. وعلى الرغم من الظروف السياسية التي كانت سائدة، أحرزت الهيئة تقدماً كبيراً خلال فترة زمنية قصيرة جداً.
ويهمّني أن أؤكّد مجدداً استعداد الهيئة التامّ للمضيِّ قُدُماً في تحرير الاتصالات الخليوية والدولية، متى كان القرار السياسي مؤاتياً، ومعالجة بقيّة الاختناقات التي تصيب خدمات "الحزمة العريضة"، إن على صعيد الشبكة الوطنية أو المناطقية أو الدولية.
منذ تشرين الثاني 2007، أصبحت الهيئة على أتمِّ الاستعداد لإطلاق مزاد خصخصة شركتي الخليوي اللتين تملكهما الدولة في إطار تنافسيّ شفّاف، وهي مستعدّة لتنفيذ ذلك فور توضيح الحكومة سياستها في ما يتعلق بتوزيع الأسهم بين المستثمر الإستراتيجيّ والجمهور اللبناني، وتقاسم العائدات وتوقيت الخصخصة وأي معطيات أخرى قد تقررها الحكومة في هذا المجال.